Revue FATHUL GHAFFAR
SUNU YITE
DIEUREUREUDIEUF SERIGNE TOUBA
Numéro 1 - 2023
. الشمائل المحمدية في قصيدة جذب القلوب دراسة وتأصيل
شيخ مصطفى غاي
من بين تلك القصائد جذب القلوب لعلام الغيوب للشيخ أحمد الخديم ـ رضي الله عنه ـ وقد تضمنت جملة صالحة من هذا النوع وهي مما سارت به الركبان وطربت بسماعها الآذان. وهي قصيدة من مجزوء الرجز مطلعها: الـحمد للـحـق الـمبيـن مـن كونـه لي يـبين عـلـى الـكـتـاب الـمـستـبين مـع جـميع الـنـعـم وتدور في فلك مدح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والصلاة عليه وذِكر أوصافه الشريفة وسجاياه الحميدة التي أكرمه بها المولى الكريم تبارك وتعالى، والتي كان بسببها موضع العُجْب والإجلال من الناس الذين عايشوه وخالطوه سيان في ذلك من آمن به وصدق برسالته وبين من عاند وجحد بما جاء به. فهي خصال تقوم بأنفسها مقام المعجزة التي تبرهن على صدق صاحبها وأن ما يدعو إليه حق من عند الله. وللشمائل عندي في هذه القصيدة قصة وحكاية، وذاك أنه اتفق أن درسنا شمائل الترمذي وسردناه سرد مباحثة ومُفَاتشة فكانت الكلمات الواردة فيها من نحو (المكلثم) و(المطهم) تذكرني بهذه القصيدة وتعود بي إلى دررها التي تضمنت أوصاف سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام فكانت الفكرة التي ترافقني في هذا الوقت هي: لم لا أضع بإزاء هذه الأبيات هذه الأحاديث؟ ولم لا يكون هناك تأصيل لهذه الشمائل بالاستعانة بشمائل الترمذي فيكون ذلك جمالا فوق جمال؟
قراءة المقالالبعد اللساني التربوي في المنظومات الخديمية - "سعادة الطلاب وراحة لطالب الإعراب" نموذجا
باي سرين انجاي
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن الأبعاد اللسانية والتربوية التي تأسست عليها منظومة سعادة الطلاب، وإبراز قيمتها المعرفية والمنهجية والتربوية، بالإشارة إلى كيفية الإفادة منها في بناء المناهج الدراسية؛ من أجل ذلك نقدم في هذه الورقة البحثية قراءة تحليلية في منظومة سعادة الطلاب للمؤلف الشيخ أحمد الخديم من خلال إبراز إشكالية البحث بطرح الأسئلة الآتية: ما الهدف من تأليف المنظومة؟ ما هي الأبعاد اللسانية التربوية الموجودة في منظومة سعادة الطلاب؟ ما هي المناهج اللسانية التربوية التي اعتمدها المؤلف في منظومته؟ واتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي هو المنهج الأنسب لعرض إشكالية البحث.
قراءة المقالالبعد المقاصدي في فتاوى الشيخ الأسرية: فتوى نكاح الزانية بغير الزاني انموذجا
سرين مود بوسو مريم
وإعمالها في فتاواهم ونوازلهم، فأفْتوا في كثير من نوازل مجتمعهم، سواء المتعلقة في عباداتهم أو معاملاتهم وما تحل في حياتهم اليومية من أحداث ووقائع، وخاصة النوازل الأسرية؛ بفضّ خصوماتهم ومنازعاتهم، مُلتفتين إلى عادات المجتمع وأعرافهم، مُراعين مقاصد الشريعة وحِكمها وأسرارها: الفقيهَ الشيخ أحمد بامبا امباكي الذي يعد مِن أبرز مَن أعْملَ النظر المقاصدي في فتاويه وأجوبته عند علماء السنغال. وقد خلف في فقه النوازل ومتعلقاته تراثا ضخما وعطاء غزيرا يجب على الباحثين الاستفادة منه وخدمته، وقد ساهم في هذه المعلمة والصناعة الفقهية الرائدة برصيد علمي ثمين، يحتاج إلى دراسات علمية رصينة. وينقسم البحث إلى مقدمة وأربعة مطالب وخاتمة
قراءة المقالالعبد الخديم (ملف العدد)
عبد الحكيم امباكي
هذه المقالة عبارة عن توطئة لهذا العدد الأول، وفيها نبذة عن حياة الشيخ الخديم، وإطلالة على مشروعه
قراءة المقالالمحطات المنهجية في نشأة الفكر الخديمي وتطوره
مد فاي
وتأتي هذه المقالة لمقاربة هذا التصنيف المنهجي للفكر الخديمي مقاربة تأصيلية، تؤصل كل مرحلة من مراحل تطور الفكر الخديمي بالنصوص التأسيسية للفكر الخديمي، كنصوص الشيخ الخديم نفسه ونصوص الإرواء، والمنن، والنفحات وغيرها. وقد جاءت المقالة بعد هذه المقدمة في خمسة محاور وخاتمة: المحور الأول والثاني: في مرحلة البحث والتحقيق المنهجيين عند الشيخ الخديم، والمحور الثالث والرابع: في مرحلة التحقق والاستقلال المنهجيين، والمحور الخامس والأخير في مرحلة ترسيخ أسس الفكر الخديمي. والخاتمة تتضمن الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات.
قراءة المقالالمكتبة عند الشيخ الخديم
محمد بمب درامي
هذه المقالة تنبني على ملاحظة، مفادها: أنه كثيرا ما يقف الباحثون خلال مطالعاتهم في سيرة الشيخ الخديم على مَنْقَبة لافتة للنظر، هي ظاهرة إكثارِه من الكتب (من مؤلفات ومصاحفَ) إكثارا يتجاوز القدر الذي تقتضيه الحاجة المعتادة. فكثيرا ما يُوجَد عند الشيخ الخديم للكتاب الواحد ما يناهز 5 (خمس) نسخ أو أكثر! وبالنسبة للمصاحف، اشتُهِر الشيخ الخديم بالإكثار المبالَغ فيه للمصاحف، حتى إنه كان يبني العديد من الدور الخاصة بالمصاحف، لكثرتها عنده! إلى حدِّ أن معظمَ الذين ألَّفوا عن مناقبه وسيره وقفوا عند هذه الظاهرة وقفات متفاوتة؛ بدءً بالشيخ محمد عبيد الرحمن العلوي، فالشيخ محمد الأمين جوب الدغاني، والشيخ محمد البشير نجل الشيخ الخديم، والشيخ امباكي بص، وكذلك الشيخ ابن اسمه الديماني وغيرهم ... فلم يَفُتْ واحدٌ منهم أن وقف عند هذه الظاهرة في تأليفٍ له يخصِّص لها بابا، أو يتكلَّم عنها في جُمَل، أو يكتفى بالكشف عن بعض الومضات التَّاريخية المتعلقة بهذا الباب ... وعند النظر في طريقة تناولهم لهذه الظاهرة، يُلاحَظ أمران: أولهما: أن معظمَهم اقتصر على تناول طرف من الظاهرة دون سائرها. ثانيهما: غياب استنطاق إشارات الشيخ الخديم في الباب. والحال أن شأن الشيخ الخديم مع المصاحف والكتب العلمية أمرٌ يصعب اكتناهه ببادئ النظر، وبالوقفة السطحية. فإذا علمنا أن أفعال الشيخ الخديم غالبا ما تكون إشارات، وأنه كان من أمره المبالغة في تقصِّي المعاني السَّامية في أفعاله، والارتفاع عن ممارسة أي أمر أو الاشتغال بأي شيء إلا وتحته رزين قصد، وصدق نية، وبُعد نظر، وعمق فكر! إذا أدركنا كل هذا، فإن الأمر يَحدُونا إلى لَم شتات هذا الموضوع وتعميق النظر فيه، وهذا ما أحاوله في هذه المقالة، أَمَلا في أن أَرسم للقُرَّاء الفضلاء لوحةً فَنِّيَّة أقرِّبهم بها من صُورةِ المكتبة عند الشيخ الخديم؛ بتصوير مكتباته في مدينة طوبى وبلاد الصحراء وفي انجاريم؛ بدءً بالإرهاصات الأولى في فُتُوَّتِه؛ وأنتهي بفتح بعض آفاق النظر في هذا التراث التليد.
قراءة المقالبَيْنَ إِشْرَاقِ الرُّوحِ وَإِكْرَاهَاتِ الْجَسَدِ... أَدَبُ الرِّحْلَةِ فِي الْكِتَابَاتِ الْخَدِيمِيَّةِ
عبد الله غاي
يُمْكِنُ أَنْ نَقُولَ بِكُلِّ ثِقَةٍ إِنَّ مَا يُصْطَلَحُ عَلَيْه الآنَ بِأَدَبِ الرِّحْلَةِ يُمَثِّلُ رَكِيزَةً قَوِيَّةً مِن رَكَائِزِ التُّرَاثِ الْخَدِيمِي الأدَبَي. وعلى الرَّغمِ من غزارةِ هذهِ المادَّةِ فلَمْ أَرَ مَنِ اعْتَنَى بِها مِن الدَّارسين النُّقَّاد، أو أَشَارَ إليها بِشَكْلٍ مِنَ الْأَشْكَالِ في دراساته، حيث تُخْتَزَلُ صورةُ نِتَاجِ الشيخ ضمن الأغراضِ الكلاسيكيةِ في الشعر الدِّينِـي؛ والمديحِ النَّبَوِي. إِلاَّ أنَّ الفاحصَ لنصوصِ الشيخِ والمُتَتَبِّعَ لكتاباتِه يَلْحَظُ أَنَّه حازَ قَصَبَ السَّبْقِ في هذا المِضْمَارِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى أَمَدِ الحُسْنِ في صنعةِ الإبداعِ. فقد وظَّفَ السردَ في حكاياتِ رحلتِه، باعتباره مُكَوِّناً أَسَاسِيّاً في النَّص الرِّحْلِي، ذلك أنَّهُ القناةُ الوحيدةُ التي تُمَكِّنُ من احتواءِ فعلِ السفر ونقلِه إلى المُتَلَقِّي نقلاً يطابق الواقعَ والحقيقةَ، بَيْدَ أنَّه ضَمَّن نصوصَه الشعريةَ إشاراتٍ باهتةٍ ترتبطُ بالرحلة. الشيءُ الذي يدفعنا إلى طرحِ التساؤلاتِ الآتية: ما هي حدودُ التأويل للنصوص الْخَدِيمِيَّةِ وِفق مقاربة أدب الرحلة؟ وهل يمكن حَصْرُ إنتاجِه الشعري في المديح النبوي فقط؟ هل مِن حضورٍ لأدب الرحلة في نصوص الأدباء السنغاليين الآخرين؟
قراءة المقالتقديم العدد الأول
أبو مدين شعيب تياو
نشكرُ لهؤلاء الشباب الخيَرة والكُتاب المهَرة، على هذه التحفة الفريدة، والدرة الشريدة، ونترقبّ صدور مزيدٍ من الأعداد الرصينة المحكمة، كما ندعو الله أن يضربَ عليهم سرادقات حفظه، مع العافية والسداد والتوفيق، وأن يجزي عنا خيرا شيخنا الشيخ الخديم، ويهبَ له ما أحبّه واختاره ورضيه له في الحال والمآل بلا آفة ولا كدر قبل الهبة وعند حصولها وبعد حصولها أبداً، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير
قراءة المقالتَمَثُّلاَتُ الْمَرْأَةِ فِي التُّرَاثِ السِّنِغَالِي الْعَرَبِي
نوغاي سيسه
لقد حظيت المرأة في التراث الإنساني مكانة مميزة لا تكاد تخفى على أحد؛ فمنذ فجر التاريخ كانت حواء شريكة حياة سيدنا آدم أول خليفة الله في الأرض. وهكذا ظلّت المرأة محورا هاما في هذا الكون الفسيح، فلا نستطيع ذكر الرجل إلا أن نجدها ردفا لها في الكينونية والمكانة سواء في السياق الزماني والمكاني. فالمرأة في المنظور البحثي تحمل دلالات كثيرة متنوعة حسب المجالات الإنسانية والفلسفية والفكرية والتخصصات المعنيّة بالموضوع، لكنني باعتباري باحثة متخصصة في الأدب والنقد سأتناول في هذه الورقة العلمية حضورها في الأدب المكتوب باللغة العربية عموما ولا سيما السنغالي منه بشكل أخص. ونكتشف أن الشعراء تناولوا صورة المرأة عبر محطات أنظار مغايرة ومتباينة؛ فهي عند البعض تعتبر المثل الأعلى للجمال والكمال، في حين أن الآخرين يرونها المثل الأعلى للنقصان ومصدرا للخيانة، فيما يعتبرها الآخرون رمزا للغواية في إغراءاتها الشيطانية وهلم جرا. ولا يخفى على أحدٍ أن المرأة مُلهِمة الشُّعراء، وزينة القصائد، والتاريخ الأدبي خيرُ شاهدٍ على ذلك، فبنظرة عاجلةٍ على الشعر العربي في العصر الجاهلي لا تخطئ العينُ صورةَ المرأةِ البارزة والجليَّةِ في أشعارِ الجاهليِّين، ويكفي أنَّ ما من معلَّقة من المعلَّقات العشر - وهي أجود عشر قصائد في الشعر الجاهلي - إلا واستهلَّت بالحديث عن المرأة والوقوف على أطلالها المندَرِسة والبكاء على فراقها. ولمّا جاء الإسلامُ لم يتخلَّ الشعراءِ كليَّةً عن هذا المبدأ؛ فنرى المقدِّمات الطلليَّة والغزليَّة عند شعراء صدر الإسلام الذين عاصروا الرسول - صلى الله عليه وسلم أمثال: حسان بن ثابت شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكعب بن مالك، وغيرهما، ثم تطوَّر الأمرُ بعد ذلك، ولم تَعُدِ المرأةُ يُستَهَلُّ بها القصائد فحسب، بل صارت تَحتَلُّ قصائدَ كاملة، وظهر شعراءُ لم يكتبوا شعرًا إلا في المرأة، وأطلق مؤرخو الأدب على هذا اللون: "الشعر العذري"، وتميَّز هذا اللونُ من الشِّعر بتناول المرأة تناولاً معنويًّا، لا تناولاً حسيًّا، ومن الواضح أن أغلب حضور المرأة في القصيدة العربية إنما كان حضورا غزليّا باعتبارها رمزا للجمال.
قراءة المقالجمالية التناص الشعري في الأدب السنغالي: ديوان الشيخ إبراهيم جوب المشعري نموذجا
مام بوسو جوب
يعد الشاعر إبراهيم جوب المشعري واحدا من أهم الشعراء الصوفيين في عالمنا المعاصر الذين آثروا الكتابة باللغة العربية. وقد ترك بصمة شعرية قوية لا يستطيع المتمعن في قصائده التغافل عنها، لما خلف وراءه من تراث شعري ثمين مليء بالدرر والأصداف، بحيث لن يستطيع قارئ أيا كان قراءة مجمل منجزه الشعري دون أن يقتنع بمدى جزالة أسلوبه وعرامة ألفاظه وملكته الأدبيّة الفذّة وسلطته اللغوية القاهرة. فالشاعر عند القراءة المتأنية نجده من طراز البحتري في صوره الفنيّة البديعيّة التي يبثها في ثنايا نصوصه الراقية، ومن طراز أبي الطيب المتنبي لما يتميز به من فطانة وذكاء غير معهود وحسن الصناعة. ولعل أكبر ما يميز هذا الشاعر المريدي على غيره من الشعراء السنغاليين يتجلى في مخزونه اللغوي الذاخر المتنوّع وأمواج بلاغته وكناياته المتلاطمة. فهو بقدر ما يحسن التعامل مع اللغة الشعريّة في كتاباته يحسن التصرف في أساليب البيان، مما جعله يتفنن في المحسنات البديعية، ويُجيد تسخير البحور الشعرية الخليلية وفق موسيقى أفكاره وهواجس مكنونات صدره على إيقاع مدارج إسرائه ومعراجه الجمالي إلى شيخه الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه في مدائحه إياه بما يناهز أربعمائة قصيدة تتراوح بين الطويلة والمتوسطة والقصيرة. وهنا تكمن عبقريته ، حيث يتعجب المرء سائلا مع نفسه كيف يقدر شاعر ما من الشعراء كتابة هذه الكمية الهائلة من الأبيات والقصائد مادحًا شخصية واحدة محتفظًا في كل الأبيات المستوى الفني الراقي المطلوب دون الوقوع في فخ التكرار أو الضعف أو النظميّة الممقوتة في الشعر.
قراءة المقالحركة التأليف في فقه الأسرة العملي بالسنغال: المكتبة والمسار
عمر فال
المقصود بفقه الأسرة العملي في هذه المقالة؛ الجانبُ العملي من أحكام الأسرة في الفقه الإسلامي. والفقه العملي كما يعرّفه أستاذنا الطيب لمنوار هو: مجموعة من الأحكام الفقهية المقننة أو الأحكام الفقهية ذات الصلة بالواقع العملي والتشريعي، أو علم القانون الإسلامي. ويندرج تحته القضاء الإسلامي وما عليه الفتوى والمدونات المستنبطة من الفقه الإسلامي . ندرس هذا الفرع من الفقه والدراسات النقدية التي أنجزت عليه في السنغال، ولم نقصد بالعنوان عمومَ التأليف في الموضوعات ذات الصلة بالأسرة وبقضاياها؛ فالتأليف في عموم فقه الأسرة بالسنغال واسع، توجد مادتُه في مختلف المؤلفات الفقهية السنغالية . ونحن إذْ نخصص الدراسة لهذا النوع من الفقه؛ فلأننا نقدر قيمته ونعتمد أطروحةَ أستاذنا التي مفادها: أن قوة الفقه في رسميته وقانونيته وليست في أصوله فقط ؛ فالمذهب الفقهي يزداد قوّة ويرتفع شأنه عندما تعتمده الدولةُ وتُقنن أحكامَه وتُصبح قواعدُه ملزمة.
قراءة المقالمجلة فتح الغفار - العدد الأول ديسمبر 2023
اللجنة الثقافية لدائرة فتح الغفار
هي مجلةٌ علميةٌ سَنَوية، تشرف عليها اللجنة الثقافية التابعة لدائرة (جمعية) *فتح الغفار* للمريدين بالمملكة المغربية. وتعنى المجلةُ بالتراث المريدي و السنغالي ، وبالغرب الأفريقي أيضا من خلال مقالات وبحوث ودراسات تُنتجها نخبةٌ من الطلبة الدارسين بالعربية في مجالات علوم الدين، أو العلوم الإنسانية.
قراءة المقالمدخل إلى النظرية التكاملية في تراث الشيخ محمد البسوبي المشهور بالحاج امباكي بوسو
سرين مود بوسو مأمون
أضحت منهجيةُ التكامل بينَ العلومِ والمعارف ضرورة ذاتَ أهميَّةٍ في الميثودولوجيا المعاصرة، لا سيما عند دعاة التجديدِ في الفكرِ الإسلامي المعاصر، بل كانت عملية التداخل المعرفي الداخلي والخارجي بين تلكَ المعارفِ عمليةَ ممارسة بالسليقة في التراث الإسلام. ومن النماذج الظاهرةِ لذلك ما نجده بوضوحٍ في كتابات العلامة السنغالي الحاج امباكي بوسو، حيث حاولَ تقريبَ هذه المنهجيةِ –التكامل المعرفي- التي يسعى الفكر الإسلامي المعاصر لتفعيلِها في تراثه. فمقاربته في محاولةِ تقريبِ علمِ المنطقِ أو السياسة، أو الاجتماع الانساني، وغيرِها من المعارفِ إلى مجال الفكر الإسلامي، مقاربة تستحق أن تسترعي انتباه الباحثينَ في هذا الحقل. ولا شكَّ أن الرؤيةَ التي يتبناها العلامة البسوبي رؤية توحيدية كونية أساس استمدادِها من الله والكون المنظور، إذ أن معرفة اللهِ هي أساس كل معرفةٍ لديه، لأن فكرَةَ التوحيد –عندَ المسلمين- تتغلغل في كاملِ الوجودِ الانساني: فالتوحيدُ يستغرق كل جوانبِ الوجودِ والحياةِ، لأنَّ مبدأ التوحد والتكاملِ في فهم علاقات الكون والحياة حيثُ الإخاء فطرة إنسانية والغائية والأخلاقية والإعمار، وهيَ أيضًا مسؤولية سلوكية اجتماعية إنسانية، كما أن بناء الكون والحياة والإنسان، وحدة في تنوعِ متكاملٍ. ومن هذا المنطلق التكاملي؛ يلحظُ المتأمل في تراث العلامة الحاج امباكي بوسو بأنه يشكل القطيعةَ الابستمولوجية في أطروحاته، سواء ما يتعلق بمنهجه في معالجة الاشكالات والقضايا التي يتطرق إليها، أو بتبنيه روحا نقديةً في بعض المواقف. لقد كانَ واعيًا بأن كلَّ الشعوبِ تفكرُ بتراثها، ولكنَّ هناك فرقا واسِع جدا بين من يفكر بتراث ممتدٍ إلى الحاضرِ، ويشكل الحاضرُ جزءًا منه، تراث متجدد يخضعُ باستمرارٍ للمراجعة والنقدِ والتهذيب، وبينَ من يفكر بتراث توقف عن النمو منذ قرونٍ، تراث تفصله عن الحاضرِ مسافة علميةٌ طويلة. لذلكم يعدُّ تراث نموذجا في تجسيد قضيةِ النظريةِ التكاملية في العلوم، إذْ لم يترك فنًّا من الفنونِ التي كانَ يتداولهَا أهلُ عصرِه إلا وتكلَّمَ فيه بطريقة يخدم بعضه البعض، فمؤلفاته كلها على اختلافِ شُعَبِها تصب في قالَبٍ واحد، وَتهدِفُ إلى مقصَدٍ واحدٍ، وهوَ ضبط الرؤية الكونيةِ وبوصلتُها معَ التوجُّهِ المعرفي الذي يخدم العلمَ الشرعي. هذا بالإضافةِ إلى جرأتهِ في النقدِ الذي به يمتازُ عن علماءِ عصره، لذلك لَا غروَ عندَمَا نجده يوجِّه انتقادات لاذعةً إلى بعض المؤلفات التي كانت شائعة في عصره، إما من ناحية المضمونِ أو المنهجِ، من ذلكَ قضية القبلة والمشكلة التي كان يعاني منها أهل القطر السنغالي. وعليه، فَلِأهميّةِ ما سَلَفَ ذكرُه يتجلَّى في الواقعِ بأنَّنا في أمسِّ الحاجةِ إلى استعَادَةِ الروح التكاملي بين العلوم، والمعارف التي كانت لدَى سَلَفنَا والتي أهلتهم إلى الإبداعِ والارتقاءِ بالعلمِ والمعرفةِ وبالأمةِ والدينِ، وذلك ما اخترنَا له بهذه المنَاسبةِ رمزًا من رموزِ هذِهِ الموسوعيَّةِ في تاريخ تراث السنغال، وهو العلامة الحاجِ امباكي بوسو الغدوي رضي الله عنه.
قراءة المقالمعالم التجديد في غيبة الشيخ الخديم البحرية
علي بدر امبي
نحاول في هذه المقالة عرْض هذه الغيبة، مبرزين أهم محطاتها، وكذا ما تشملها من معالم وشهود يؤيد كون هذا الشيخ مجددا لسنة الرسول صلى الله عليه في عصره، وعلاقة دعوته التجديدية بهذا السفر وما يتصل بينهما من آثار. ولمعالجة هذا الموضوع سنضطر بالتطرق أولًا إلى مدخل مفهومي يفك عنوان البحث ومفاهيمه، ثم نتكلم عن الإرهاصات الأولى التي مهدت لهذه الدعوة التجديدية، ثم نطلق العنان إلى ذكر معالم هذا التجديد من خلال الغيبة، ثم نختم بخلاصات ونتائج ما توصلنا به.
قراءة المقال